ثعلب اسمه سرار

ما لم يكشفه الـ VAR

تابعت باهتمام انتخابات رئاسة نادي وفاق سطيف التي أثمرت رئيسا جديدا، فبينما كلّ التركيز كان على فرسان الميدان، كنت أراقب الفارس الوهمي الذي كان يسيّر السباق من خلف، لقد كان أذكى من البقية فمِنْ خط البداية وعينه على الوصول أمّا منافسيه فكان هدفُهم كيف يمنعوا عنه الدخول أصلا. ليفوز سرار دون أن يشارك وخسروا هم رغم حملاتهم الانتخابية.

عرفتم من أقصد بذلك هو عبد الحكيم سرار المسيّر الذكي الذي يعرف من أين تؤكل الكتف وكيف يخلق من العدم فرصة، ومن هذا المنبر أحييه وأدعوه للالتحاق بنا وتدوين تجاربه المليئة بالمغامرات الشيقة في عالم كرة القدم والأكيد ستحظى باهتمام بالغ من القراء..

قبل نهائي كأس الجمهورية بين شباب باتنة ووفاق سطيف عام 2010 أهدى سرار الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة نسرا مطليا بالذهب جلبه من دبي خصيصا لأجل هذا الغرض، بينما أهديناه “زربية” تقليدية كانت تبدو قيّمة، لكنّها لم تبدو شيئا مذكورا أمام هدية سرار التي استطاع من خلالها أن يكسب احترام ناديه وهيبته أمام كبار المسؤولين في الدولة..

دقائق قبل بداية النهائي وحين بدأ كبار المسؤولين في التوافد على المنصة الشرفية لمركب 5 جويلية قال سرار بصوت مسموع دون خجل  أن 40 ألف سطايفي الذين حضروا إلى ملعب 5 جويلية أهم من 3 ألاف مناصر جاءوا من باتنة إلى العاصمة، منتهيا إلى نتيجة سرعان ما قدّمها أمامنا وفاق سطيف هو من يجب أن يفوز بالكأس فانتهاء المباراة دون مشاكل أهم من كل شيء..

قال هذا أمام أسماع كبار المسؤولين والضباط رغم أن عددا منهم كانوا من باتنة ومن منطقة الأوراس والشاوية وكانوا يتمنون عودة ممثل منطقهم  إلى عاصمة الأوراس بأول كأس جمهورية في تاريخه.

سرار ببضع كلمات استطاع أن يجعل الجميع يتعاطفون مع وفاق سطيف باستثناء المنحدرين من منطقتنا، على أنه ينبغي القول كان يصعُب على أيّ نادٍ على الميدان الوقوف في وجه ترسانة نجوم اجتهد سرار في جمعِهم في فريقٍ واحد مع دفعِ مبالغٍ طائلة لهم.

ولكن العبرة هي كيف يصنع هذا الرجل من العدم فرصاً يتحصّل من ورائها على كل شيء عكس أغلبية المسيرين اليوم فهم يملكون فرصاً كاملة لكنهم ضيّعوا حقوقَ أنديتهم بسبب غبائهم وجهلهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى